السعودية: عرض خاص حول تاريخ موريتانيا الثقافي والأدبي
السبت, 16 مايو 2015 16:00

الدكتور محمد المختار ولد أباه ـ صحراء ميديااستضاف مركز حمد الجاسر الثقافي، في المملكة العربية السعودية، أول أمس السبت رئيس جامعة شنقيط العصرية الدكتور محمد المختار ولد اباه لإلقاء محاضرة بعنوان: (الأدب الشنقيطي بين المغرب والمشرق).   وابتدأت الجلسة الأدبية بكلمة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشبيلي الذي قدم للضيف المحاضر وعرض في نقاط لمحات من تاريخه العلمي والسياسي، وشخصيته الأكاديمية.   يقول الأستاذ الشبيلي في نهاية تقديمه : الدكتور ولد أباه: هو الوزير والسياسي والبرلماني والتربوي والعلامة. ثم بدأ الأستاذ المحاضر بمحاضرته معربا عن سعادته وهو يحاضر أمام جمهور من الأساتذة والمثقفين والشعراء وجمع كبير من الأدباء ورجال الإعلام وبعض الجالية الموريتانية بالرياض،

 ثم شكر مركز حمد الجاسر على العناية التي يوليها لرواد الفكر والثقافة وعلى دعمه للباحثين والدارسين في تاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري، وخص بالشكر من الحاضرين؛ رئيس المركز المهندس معن حمد الجاسر ورئيس تحرير مجلة العرب التي تصدر عن المركز الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الضبيب.   وقد تحدث  الدكتور محمد المختار ولد أباه رئيس جامعة شنقيط العصرية في محاضرته عن  بواكير دخول الإسلام للصحراء  وعن تاريخ نشأة موريتانيا ودخول الإسلام فيها ثم أهم العوامل التي ساعدت في تكوين مجتمعاتها ومظاهر انتشار الثقافة الشعبية فيها ودخول عرب المعقل وما نتج عن ذلك من تلاحم بينهم وبين سكان الأرض الأصليين، هذا الالتحام الذي ساعد –يضيف المحاضر- في تكوين اللهجة العامية (الحسانية) التي لم تلبث أن استكملت خلقها وحلت تدريجيا محل اللغة البربرية. تلك اللهجة الحسانية يعتقد الموريتانيون أنها من أقرب اللهجات العامية إلى العربية الفصحى مستندين في ذلك لكثير من الملاحظات اللغوية.   وعن بدايات الشعر يقول ولد اباه: إن اللغة العربية العامية وفدت مع عرب المعقل، فتحدثنا كتب التاريخ عن نوع من الأدب المتمثل في السير والأناشيد والمقطوعات الغزلية، ثم تطور هذا النوع ليواكب الشعر الفصيح في نموه وازدهاره.   ثم تطرق المحاضر إلى نشأة هذا الشعر الفصيح الذي بدأت نهضته في أواسط القرن الحادي عشر الهجري على يد أدباء مرموقين كان شعرهم متكامل الصورة، وهنا تساءل: هل كان قبلهم من سبقهم إلى نسج القريض؟ ليجيب: إن الآراء تختلف في الإجابة على هذا السؤال الذي لا تسعفنا المصادر التاريخية بجواب صحيح عليه، ثم قدم افتراضات وحجة كل منها. وتحدث عن تدوين الشعر الشنقيطي وأغراضه المختلفة ثم عن حركة النقد فيه التي اتجهت إلى نقد الشكل أكثر مما ترمي إلى التقييم وفق أسس جمالية مدروسة.   كما تحدث عن الاتجاهات الشعرية في المدرسة الأدبية الشنقيطية، وخصائص كل اتجاه ورواده الذين يمثلونه.  ثم تكلم عن مكانة هذا الشعر الشنقيطي وقيمته الفنية. مبرزا في خاتمة المطاف أن صحراء شنقيط قد حملت لواء حضارة الأدب العربي وأعادت لها نضرة الشعر الجاهلي ومتانة أسلوبه، وزخرفة الآداب العباسية، وما لها من حسن بيان وقيمة روحية، فانصهرت عناصرها في أدب متكامل وغني.   وقد تلت المحاضرة مداخلات من بعض الحضور ونقاشات أثرت الموضوع، وأثنى الجميع على المحاضر الدكتور محمد المختار ولد أباه، وعلى الثقافة الشنقيطية والعلماء الشناقطة الذين خدموا العلم في المغرب والمشرق؛ خصوصا في المملكة العربية السعودية، وفي فقرة الردود؛ أجاب رئيس الجامعة عن الأسئلة المتنوعة عن موريتانيا والمتعلقة بتاريخها العلمي والثقافي.