تونس تعيد للجزائر قطعة أثرية حجزت في بيت صخر الماطري صهر بن علي
الجمعة, 18 أبريل 2014 18:13

altدعا وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي نظيرته الجزائرية خليدة تومي إلى زيارة تونس لاستلام قطعة أثرية ثمينة سرقت في الجزائر عام 1996 وعثر عليها عقب الثورة التونسية في منزل صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

تقوم وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي في 6 أبريل/نيسان بزيارة إلى تونس لاستلام "قناع الغورغون" وهي قطعة أثرية ثمينة سرقت في الجزائر عام 1996 وعثر عليها عقب الثورة التونسية في منزل صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وتستجيب خليدة تومي لدعوة نظيرها مراد الصقلي الذي أكد في مؤتمر صحفي في نهاية مارس/آذار "سبق أن تعهدت الحكومة التونسية للجزائر بإعادة التحفة الأثرية المسروقة بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية المتعلقة بها".

وكان القناع المهيب الذي يزن أكثر من 300 كيلوغرام سرق من موقع "هيبون" الأثري بمدينة عنابة في شرق الجزائر العام 1996 في خضم الحرب الأهلية الجزائرية وسط عمليات نهب واسعة استهدفت تراث البلاد. وعقب الثورة التونسية ضد بن علي، عثر في 2011 على القطعة الأثرية مع قطع أخرى في حديقة بيت صخر الماطري في مدينة حمامات. واتهم صهر الرئيس المخلوع بـ "الاتجار غير المشروع بقطع أثرية وامتلاك قطع أثرية غير مصرح بها".

و"قناع الغورغون" قطعة رومانية من الرخام الأبيض اكتشفت في عنابة سنة 1930 خلال حفريات فريق باحث الآثار الفرنسي بيار شوبو. وتمثل القطعة "غورغون" وهو كائن مخيف بوجه إنسان تغطي رأسه الثعابين، وكانت تستخدم نسخ منه في القديم لإبعاد الحسد. فنجدها على الأبواب ومداخل البيوت والنافورات. وعثر فريق شوبو على "قناع الغورغون" المفتوح الفم في واجهة نافورة عائدة للمدينة القديمة بعنابة.

وكان نهب موقع "هيبون" أثار ضجة كبيرة في الجزائر دفعت بالسلطات إلى إنشاء فرقة لمكافحة الاتجار بالأملاك الأثرية. ولم تنفك الجزائر طيلة ثلاث سنوات تطالب بكنزها بعد أن حجز في بيت صخر الماطري وتعرف عليه الخبراء الجزائريون الذين كانوا قد رجحوا منذ أن سرق بأنه نقل لتونس. وفرغ صبر الجزائر بعد أن نظم في تونس معرض للقطع التي سرقتها عائلة الرئيس المخلوع ورأت فيه انتهاكا للاتفاقيات الثنائية واتفاقيات اليونسكو، فأكدت في تصعيد للقضية على حرصها استعادة "قناع الغورغون". وتعهدت تونس مرارا على لسان وزير الثقافة السابق مهدي مبروك بإعادة ملك الجزائر وبررت في مرحلة أولى تأخرها بانتظار أن ينهي القضاء النظر في قضية الماطري. وأكد مراد الصقلي "حق الشعب الجزائري" في "الغورغون".

وفي نهاية تسعينات القرن الماضي تم تفكيك شبكة دولية للاتجار بالقطع الأثرية متمركزة في الحمامات، خصوصا بعد أن حددت الشرطة الدولية "الانتربول" في المدينة وجود رأس وصدر صنم امرأة عائد لمسرح قالمة غربي عنابة. لكن وجب أن تقوم الثورة لتكشف "قناع الغورغون" الذي سيعود إلى الجزائر.

وغادر صخر الماطري تونس عشية الإطاحة ببن علي وهو لاجئ اليوم في جزر السيشيل.