الدكتور إسلكو ولد محمد إزيد بيه يكتب: من أجل تيار ديمقراطي جامع |
السبت, 11 ديسمبر 2021 22:30 |
وهويته ولحمته وتطوره السلس، كما يعتبر عائقا رئيسيا في وجه التنمية الاقتصادية والرخاء المادي. ويغيب عن أذهان البعض أن المجتمع التقليدي بأدبياته المعروفة لم يظهر صدفة، بلÂ يمكن اعتباره "مرحلة" في المسلسل المستمر للتأقلم والتطورÂ ؛ فيجدر بالبعض أخذ البعد التاريخي في الحسبان وتجاوز الشخصنة التى يولدها الأفق الضيق للعمرÂ البشري... أستغرب دائما أن تكون حقبة الحزب الواحد "أرحم" بالوحدة الوطنية من الحقبة الديمقراطية ؛ فخلال الأولى كانت الصداقة والزمالة تتقررانÂ بناء على التفاهم والإعجاب المتبادل، بغض النظر عن المعطيات الخصوصية. وبمجرد التبني المبدئي للديمقراطية المعاصرة، انتعشت لدينا العقلية القبلية والشرائحية والفئوية إلخ، في تناقض صارخ مع قيم الديمقراطية الحقة. أعتقد -والله تعالى أعلم- أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التناقض يكمن في اللبس الحاصل لدى بعض الفاعلين السياسيين (ومن خلالهم لدى بعض المواطنين) بين "الدائرة العامة" و"الدائرة الخاصة". فهؤلاء لايعون أن خصوصياتهم لاتعني الآخرين بأي حال من الأحوال وأن ولوج الفضاء العام (المسجد، المدرسة، المستشفى، الإدارة، السوق، الملعب، المصنع، المطار، الشارع ...) يترتب عليه تبني مسلكيات جامعة قوامها الاحترام المتبادل وتكريس المشتركات. وتتميز "الدائرة الخاصة" بطبيعتها غير العمومية وبحصريتها على مرتادين بعينهم، الأمر الذي يجعلها مناسبة للتعبير عن الخصوصيات التي لا تصطدم بقوانين البلد. وأمام رواج الدعاية "السهلة" قبلية كانت أو شرائحية أو فئوية، بمساعدة وسائل التواصل الحديثة، يجدر التفكير في تأسيس "تيار ديمقراطي جامع" يعيد للخطاب العمومي مقوماته ومصداقيته وينبذ الممارسات الضارة لمهنيي خلط الدوائر والأوراق والعصور... |